الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مكتبة علي الدوعاجي في قلب المدينة العتيقة: من خربة تسكنها الجرذان الى فضاء للثقافة والتنوير

نشر في  01 جوان 2017  (13:43)

أشرف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين مساء يوم الأربعاء 31 ماي 2017 على تدشين مكتبة علي الدوعاجي بالمركز الوطني للإتصال الثقافي الكائن بـ31 نهج سيدي بن عروس بالمدينة العتيقة بتونس.

واعتبر ناجي الخشناوي مدير المركز الوطني للإتصال الثقافي أن هذه المؤسسة العريقة (مبنى المدرسة الصالحية) التي قدمت للثقافة التونسية الكثير، والتي ستظل شاهدا على تاريخ العلم والمعرفة وكنس الجهل من عقول التونسيين كانت خلال السنة الفارطة بناية آيلة للسقوط بعد أن سكنتها القوارض والفئران والحشرات وانفردت بوليمة الكتب والمجلدات والوثاذق تقضمها ليل نهار، هذا الفضاء الذي سكنه ابو القاسم الشابي عندما كان طالبا زيتونيا، بل إن الأمر يزداد استحالة عندما تتعطل المصالح الإدارية والمالية داخل مؤسسة ثقافية تشتغل منذ سنة 1987، وتقدم الدراسات والبحوث، وموكول لها تحسين مستوى المعرفة في مجال الثقافة والتنمية الثقافية...


وأضاف الخشناوي أنه عندما اختلطت الأقلام مع الطلاء، والكتب مع الاسمنت أصبح ممكنا أن نرسم لجدران الفضاء هوية جماية تدير أعناق المارين امام بناية المركز الوطني للاتصال الثقافي، وتجعل العاملين به يكسرون عقارب الوقت ليؤثثوا مكتبة علي الدوعاجي ويوزعون الكتب على التلاميذ والطلب في مكتبات البلاد وسجونها، ليعيدو الحياة لجميع المصالح الإدارية والمالية مستنفرين لجميع الأفكار التي تعلي مشكاة الأفكار الحرة.

مكتبة علي الدوعاجي

تحتوي مكتبة علي الدوعاجي بالمركز الوطني للاتصال الثقافي المفتوحة لجميع الباحثين والمثقفين والطلبة والتلاميذ والمهتمين بالكتاب، على محزون ثري يتجاوز 4508 مصنف باللغة العربية وغيرها من اللغات تتوزع على النحو التالي:

عموميات (593 كتاب)، فلسفة (184)، دين (216)، علوم اجتماعية (1141)، لغة (118)، علوم صحيحة (58)، علوم تطبيقية (115)، فنون جميلة (389)، آداب (426). تاريخ وجغرافيا (768)، نصوص (317)، قصص (237).

على الدوعاجي:

ولد علي الدوعاجي بحاضرة تونس في 4 جانفي 1909، وتوفي بها في 27 ماي 1949. كان كاتبا وشاعر ورساما كاريكاتوريا وزجّالا وإعلاميا ورائدا للأدب الفكاهي بتونس.

تعلم الدوعاجي العربية والفرنسية في المدرسة «العرفانية القرآنية» إلاّ أنّه نقطع عن الدراسة وهو في سن الثانية عشرة ليواصل تكوين نفسه بنفسه عن طريق المطالعة، وكان يتردد على المجالس والمقاهي الأدبية أين اتصل بابي القاسم الشابي والطاهر الحداد وزين العابدين السنونسي صاحبة مجلة العالم الأدبي، كما عاشر مطولا القصاص محمد العريبي والكاتب المسرحي عبد الرزاق كرباكة، وبذلك نمت ثقافته شيئا فشيئا حتى أصبح من أعلان الأدب التونسي المعاصر.
من أهم مؤلفاته «سهرت منه الليالي» وهي مجموعة قصصية و«جولة بين حانات البحر المتوسط» وهي عبارة عن رحلة حول بعض المدن المتوسطية. كما ألف عددا من التمثيليات الإذاعة تجاوزت المائة وكذلك تجاوز عدد الأزجال الخمسمائة إلى جانب عديد الأغاني الخالدة.

المدرسة الصالحية
من أواخر مدارس سكنى الطبة التي أقيمت بمدينة تونس، حيث قام بعض الخواص فيما بين عامي 1928 و1938 بتأسيس عدد من المبيتات التي سميت مدارس السكنى لإيواء الطلبة الزيتونيين الذين تزايد عددهم بصفة ملحوظة في فترة ما بين الحربين خاصة، فظهرت على التوالي المدرسة القاسمية والمدرسة الدغرية عام 1928، والمدرسة الحمزية عام 1929 ومدرسة الهداية عام 1938.

اما المدرسة الصالحية فقد تأسست عام 1937 وتنسب إلى مؤسسها الوكيل محمد الصالحي، وقد جاء في النقيشة التي تعلو بابها المدرسة الصالحية، الحمد لله إن الوكيل محمد الصالحي أسس هذه المدرسة المباركة المسماة بالصالحية لسكنى تلامذة الجامع الأعظم جامع الزيتونة سنة 1356 / 1937.